رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا- انتصار للدبلوماسية السعودية وجهود ولي العهد.

المؤلف: حسين شبكشي09.14.2025
رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا- انتصار للدبلوماسية السعودية وجهود ولي العهد.

خلال الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج العربي مؤخرًا، برز خبر بالغ الأهمية تصدر العناوين الرئيسية، وهو رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا. وقد تم اللقاء التاريخي بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأمريكي في المملكة العربية السعودية، وهو إنجاز لم يكن ليتحقق لولا فضل الله، ثم الرعاية السعودية الكبيرة والمشهودة، بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان شخصيًا، الذي أولى هذا الملف اهتمامًا بالغًا وتابعه عن كثب مع الرئيس الأمريكي نفسه، وبذل جهودًا جبارة لا يمكن التقليل من شأنها أو تجاهلها بأي حال من الأحوال. هذا ما أكده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صراحةً، حيث أرجع الفضل في رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا إلى الجهود القيمة التي بذلها ولي العهد السعودي، من خلال شرح مستفيض وإقناع عميق وتفسير واضح لأهمية هذه القضية، ومنح الشعب السوري فرصة جديدة يستحقها لبناء دولته والانخراط بكرامة في المجتمع الدولي.

والحقيقة المطلقة أن ما حدث بالفعل يمكن وصفه بأنه مفاجأة مدوية وانتصار ساحق للدبلوماسية السعودية الرشيدة. لم يكن أكثر المراقبين تفاؤلاً يتوقع أن يتم رفع هذه العقوبات بهذه السهولة وهذا الإيقاع السريع. لكن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يتمتع بنظرة استراتيجية وعميقة للملف السوري الشائك.

هناك قناعة راسخة بأن الدعم السعودي لسوريا، سياسيًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا، سيكون على أعلى المستويات وبصورة غير مسبوقة، حتى تعبر هذه الدولة الشقيقة إلى بر الأمان وتتم عملية إعادة البناء بوتيرة إيجابية ترتكز على الاستقرار والأمن الدائمين.

لطالما كانت سوريا نقطة ضعف وبوابة لعبور التدخل الأجنبي إلى سائر دول المنطقة، ومن خلالها تم دعم الميليشيات وسياسات التخريب وتجارة المخدرات. وهذا لن يُسمح بتكراره بأي شكل من الأشكال. إن خروج سوريا عن محيطها وانتمائها العربي الأصيل هو خط أحمر قاطع، ولن يكون مقبولاً انتظار حدوثه مرة أخرى والبقاء في موقف المتفرجين السلبيين ومتابعة التدهور المتسارع.

منذ سقوط نظام الأسد في سوريا، لم يتوقف الحراك الدبلوماسي السعودي النشط على جميع الساحات والأصعدة لدعم النظام الجديد. مباحثات مكثفة ومتواصلة مع قادة أوروبيين أسفرت عن نتائج ملموسة، منها استقبال الرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة الفرنسية باريس، وتحديدًا في قصر الإليزيه، من قبل الرئيس الفرنسي ماكرون شخصيًا. بالإضافة إلى ذلك، تبنت المملكة العربية السعودية الملف السوري الهام مع البنك الدولي، بهدف تأمين عودة سوريا كعضو كامل العضوية وطبيعي إلى المجتمع المالي والاقتصادي الدولي.

لا يوجد أي محفل أو منتدى أو مؤتمر أو اجتماع دولي تحضره المملكة العربية السعودية إلا ويكون دعم الحكومة السورية أحد المواضيع الأساسية التي تطرح بقوة. الفرحة الصادقة والعفوية والطبيعية التي تجلت بوضوح على وجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وهو يستمع إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يعلن بكل وضوح قراره برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، كانت تعبيرًا صادقًا عن مشاعر الشعب السعودي النبيل الذي تعاطف وساند ودعم موقف الشعب السوري الشقيق ورغبته الجامحة في رفع المعاناة عن بلاده والنهوض بها بعد الآلام والمآسي الهائلة التي عاناها.

رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا هو خبر بالغ الأهمية ومفرح للغاية، وهو انتصار متكامل للجهود السعودية المخلصة المتعلقة بدعم الدولة السورية. هناك قناعة عميقة بأن وجود سوريا قوية ومستقرة ومنفتحة اقتصاديًا سيكون له آثار إيجابية عظيمة؛ أولها على صعيد الملف اللبناني الحساس الذي غالبًا ما يتعقد بسبب الاضطرابات السياسية المستمرة في سوريا. ولعل أهم الأثر الفوري الملموس لرفع العقوبات الأمريكية عن سوريا هو ذلك الذي انعكس على قيمة الليرة السورية التي ارتفعت بنسبة تقارب الخمسين في المائة خلال 48 ساعة فقط منذ إعلان إزالة العقوبات، وكان لذلك صدى إيجابي هائل لدى السوريين المغتربين حول العالم الذين بدأوا بالفعل في التخطيط للعودة الاقتصادية إلى بلادهم، وهذا تحول كبير ومبشر. مبروك هذا الانتصار الدبلوماسي السعودي الباهر الذي أداره باقتدار واحترافية عالية ولي العهد الأمين، حفظه الله ورعاه.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة